نشر في: 01 أيار 2024
اللغة العربية | ENGLISH
يلا • آراء
الإيرانيون داخل إيران المنخرطون في العصيان المدني يستحقون دعمنا
كارمل ميلاميد
في عام 1955 اتخذت روزا باركس وهي امرأة أمريكية من أصل أفريقي موقفاً هادئاً ضد قوانين الانفصال والتمييز في الحافلات في مدينة مونتغمري بولاية ألاباما الأميركية, من خلال رفضها التخلي عن مقعدها لرجل أبيض. تم القبض عليها بعد ذلك بسبب قيامها بالعصيان المدني السلمي ضد قوانين الفصل العنصري غير العادلة في المدينة.
في عام 1930 سار المهاتما غاندي وعشرات من الناشطين الهنود لمسافة 240 ميلاً، للاحتجاج على عدم عدالة (ضريبة الملح) التي فرضتها الإمبراطورية البريطانية التي كانت تحكم الهند في ذلك الوقت. تم سجن غاندي و60 ألف آخرين لمشاركتهم في هذا العصيان المدني السلمي ضد الضريبة التمييزية.
في مارس 1989 شارك الزعماء الدينيون والسياسيون من السود والبيض في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا في العصيان المدني السلمي من خلال الاحتجاج السلمي معاً ضد حكم الفصل العنصري القمعي لحكومة جنوب إفريقيا.
ساعدت كل أعمال العصيان المدني اللاعنفية هذه في الكشف للعالم الوجه الحقيقي للشر، وساعدت في نهاية المطاف، على إسقاط المؤسسات والأنظمة الاستبدادية.
ومثل باركس وغاندي ومانديلا، انخرط آلاف الشباب في إيران في حملة مماثلة من العصيان المدني السلمي ضد الحكم الاستبدادي للنظام في إيران. إن هؤلاء الشباب الإيرانيين الشجعان الذين يفتقرون إلى الأسلحة والرصاص ولكنهم يرفضون بتحد الانصياع للقوانين التقييدية والتمييزية واللاإنسانية للنظام، يستحقون الدعم الكامل من كل من يحب الحرية.
منذ ما يقرب من عامين، تدفق آلاف الإيرانيين إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد للاحتجاج على مقتل مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، بتهمة ارتدائها الحجاب بشكل غير لائق. لقد كانت هذه نقطة تحول بالنسبة لعدد لا يحصى من الإيرانيين.
رد النظام الإيراني على احتجاجات "امرأة، حياة، حرية" بالقوة الوحشية من خلال الضرب وإطلاق النار والاغتصاب والتعذيب والسجن، وحتى قتل الشباب الإيرانيين الذين كانوا يطالبون بإنهاء حكم آيات الله الوحشي في إيران. وبينما نجحت قوات النظام في قمع هذه الانتفاضة، يواصل الإيرانيون تحدي النظام من خلال العصيان المدني السلمي. وتوثق الصور ومقاطع الفيديو نضالهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفيما يلي قائمة مختصرة لأعمال العصيان المدني السلمي اللاعنفية التي قاموا بها خلال العامين الماضيين:
-
في تحدٍ لقوانين الحجاب الإجباري التي يفرضها النظام، لا تزال آلاف النساء في إيران يخرجن إلى الأماكن العامة وشعرهن مكشوف.
-
في تحد للحظر الذي فرضه النظام على الرقص والغناء في الأماكن العامة، يتجرأ آلاف الإيرانيين من جميع الأعمار على الغناء والرقص في شوارع العديد من المدن الإيرانية.
-
خلال مباريات كرة القدم، يرفض آلاف الإيرانيين علناً وبصوتٍ عالٍ دعوات النظام لتكريم حماس.
-
في شهر حزيران الماضي وأثناء الذكرى السنوية لوفاة مؤسس النظام آية الله الخميني، احتفل آلاف الإيرانيين علناً بموته.
-
يقوم الإيرانيون بانتظام بإشعال النار في اللوحات الإعلانية والملصقات الخاصة بالنظام، وبدلاً منها، يعلقون لافتاتهم المكتوبة بخط اليد والتي تدين النظام. بل إن بعضهم علق العلم الإسرائيلي على الجسور في الطرق السريعة.
-
بعد هجوم حماس في 7 أوكتوبر والهجوم المباشر للنظام الإيراني على اسرائيل في 13 نيسان، قام العديد من الإيرانيين بكتابة رسائل دعم للشعب الإسرائيلي على المباني في جميع أنحاء إيران ونشروها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي محاولاتهم لمعالجة وفهم عدوان النظام، ركز السياسيون والنقاد و"خبراء الشؤون الإيرانية" في المنطقة وحول العالم، على طموحات النظام النووية ودعم وكلاءه الإرهابيين، لكنهم تجاهلوا الحقيقة الجلية جدا وهي رفض الشعب الإيراني لهذا النظام من خلال العصيان مدني سلمي واسع النطاق.
يريد الشباب الإيراني بأغلبيته الساحقة السلام والازدهار وفرص العمل الجديدة مع جيرانهم. لذلك ينبغي على دول الشرق الأوسط وشمالِ أفريقيا التي لا ترغب في رؤية الصراع والحرب في منطقتها أن تعترف بالعصيان المدني السلمي للشعب الإيراني باعتباره أفضل أمل لهم لتحقيق السلام والأمن لشعوبهم. وينبغي عليهم أن يساعدوا الشعب في إيران على التخلص من هذا النظام الخبيث الذي لم يدمر حياة الإيرانيين على مدى السنوات الخمس والأربعين الماضية فحسب، بل ويشكل أخطر تهديد لمصالحهم الوطنية.